في يوم من الأيام، كان هناك طفلان يحبان الاكتشاف، محمد الفضولي وأخته الكبرى لينا المحبة للتعلم. بينما كانا يلعبان في حديقة منزلهما، ظهر أمامهما روبوت صغير ومبتسم اسمه فوزووز.

سأل محمد بلهفة: “من أنت؟”
أجاب فوزووز بصوت ودود: “أنا فوزووز، صديقكم الجديد. أنا أعمل بالذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)!“.
قالت لينا بفضول: “الذكاء الاصطناعي! وماذا يعني ذلك؟”.
ابتسم فوزووز وقال: “فكروا في الأمر هكذا: أنتم لديكم ذكاء طبيعي، أما أنا فلدي ذكاء مصنوع بالكمبيوتر. لقد علمني المبرمجون كيف أتعلم وأفكر بطريقة تشبه البشر، لأساعدكم في حل المشكلات”.
في اليوم التالي، جلس الطفلان مع فوزووز وكانا متشوقين لمعرفة المزيد. سألت لينا: “لقد قلت أنك تتعلم مثلنا، كيف يحدث ذلك بالضبط؟”.
أجاب فوزووز: “هذا هو سري الكبير، ويسمى التعلم الآلي (Machine Learning). أنا أتعلم من الأمثلة”.
قاطعته لينا وقالت: “مثلما تعلمنا نحن الفرق بين القطة والكلب عندما كنا صغارًا؟”.
“تمامًا يا لينا!” قال فوزووز بحماس. “أنتم رأيتم أمثلة كثيرة. أنا أيضًا، يعطيني المبرمجون آلاف الصور ويقولون لي ‘هذه قطة’. وبعد أن أرى أمثلة كافية، أبدأ في التعرف على القطة بنفسي في أي صورة جديدة”.
سأل محمد: “ولكن كيف يميز عقلك بينهما؟ هل هو مجرد صندوق سحري؟”.
ضحك فوزووز وقال: “ليس سحرًا، بل هو علم ممتع يسمى التعلم العميق (Deep Learning). تخيلوا أن عقلي مثل كعكة متعددة الطبقات!”.
عرض فوزووز صورة مجسمة لكعكة شهية. “الطبقة السفلية في عقلي بسيطة جدًا، هي فقط تتعلم رؤية الخطوط والحواف في الصورة”.
قال محمد: “إذن هي لا ترى القطة بأكملها؟”.
“لا، ليس بعد” أجاب فوزووز. “ثم تأتي الطبقة الثانية وتجمع هذه الخطوط لتتعرف على أشكال أكثر تعقيدًا مثل أذن أو عين”.
أكملت لينا: “والطبقة التي في الأعلى تجمع الأذن والعين والأنف وتفهم أن هذه صورة قطة!”.
“أحسنتِ! كل طبقة تتعلم شيئًا أعمق من التي قبلها. والآن، هل تريدان أن تعرفا كيف أستخدم هذا الذكاء في التفكير؟”.
أومأ الطفلان بحماس.
قال فوزووز: “عملية تفكيري تشبه لعبة ممتعة من أربع خطوات. لنأخذ مثال السيارة ذاتية القيادة. الخطوة الأولى هي الإدراك (Perception)، وهي عندما تجمع السيارة المعلومات بحواسها، مثل الكاميرات”.
قالت لينا على الفور: “مثلما ترى إشارة المرور الحمراء؟”.
“بالضبط! وبعد أن ترى الإشارة، ما هي الخطوة التالية برأيكم؟”.
صاح محمد: “يجب أن تفهم ماذا تعني الإشارة الحمراء!”.
“وهذا هو الاستنتاج (Inference)!” قال فوزووز. “والآن بعد أن استنتجت أنها تعني ‘توقف’، تأتي الخطوة الثالثة، اتخاذ القرار (Decision). ماذا ستقرر السيارة أن تفعل؟”.
قال محمد ولينا معًا: “ستقرر أن تضغط على المكابح!”.
“أنتم رائعون!” قال فوزووز. “وهذا يقودنا للخطوة الأخيرة: التصرف (Action)، حيث تقوم السيارة بالضغط على المكابح وتتوقف بالفعل.
إدراك، استنتاج، قرار، ثم تصرف. هكذا أفكر أنا وكل العقول الذكية!”.
نظر محمد ولينا إلى بعضهما البعض بإعجاب. لم يعد الذكاء الاصطناعي لغزًا، بل أصبح لعبة ممتعة يفهمان قواعدها. لكنهما لم يعرفا أن فوزووز كان يخبئ لهما مفاجأة أكبر بكثير! في المغامرة القادمة!

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.