في أحد الأيام، عادت لينا ومحمد من المدرسة وهما يشعران بالإرهاق. أعطتهما المعلمة مشروعًا كبيرًا: التخطيط لرحلة ميدانية افتراضية إلى متحف العلوم الجديد في المدينة. كان عليهما معرفة ساعات العمل، أسعار التذاكر، أفضل طريق للوصول بالحافلة، ووضع جدول زمني ممتع لليوم بأكمله.

قالت لينا وهي تتنهد: “هذا عمل كثير جدًا! سنقضي ساعات في البحث”. وقال محمد: “لنسأل فوزووز، ربما يمكنه مساعدتنا في البحث عن المعلومات”.

عندما عرضا المشكلة على فوزووز، ابتسم ابتسامة عريضة وقال: “لدي فكرة أفضل. هذه المرة، لا تخبروني بالخطوات التي يجب أن أفعلها. فقط أعطوني الهدف النهائي، وسأتولى أنا الباقي. يمكنني أن أكون عميلكم الذكي (Agent)!”.

نظر إليه الطفلان في حيرة. أوضح فوزووز: “العميل الذكي هو تطبيق يحاول تحقيق هدف معين من خلال مراقبة العالم والتصرف فيه، باستخدام الأدوات المتاحة له. تمامًا مثل المساعد الخارق!”.

تحمس محمد وقال: “حسنًا! هدفنا هو: خطط لرحلة مدرسية ممتعة وغير مكلفة لعشرين طالبًا إلى متحف العلوم يوم الثلاثاء القادم”.

“هدف رائع وواضح!” قال فوزووز. “الآن، شاهدوا كيف أعمل”. عرض فوزووز على شاشته ما أسماه “حلقة التفكير” (Reasoning Loop)، وبدأ يفكر بصوت عالٍ ليتمكنا من متابعة خطواته.

الخطوة الأولى: التفكير والعمل

• فكرة (Reason): “هدفي هو التخطيط لرحلة. أولاً، أحتاج لمعرفة ساعات عمل المتحف وتكلفة التذاكر”.
• تصرف (Act): “سأستخدم الآن أداتي (Tool) الأولى: متصفح الإنترنت للبحث في موقع المتحف الرسمي”.

بحث فوزووز بسرعة البرق.

الخطوة الثانية: الملاحظة والتفكير مجددًا

• ملاحظة (Observe): “حسنًا، الموقع يقول إن المتحف يفتح من 10 صباحًا إلى 6 مساءً، وتذكرة الطالب تكلف 15 درهمًا”.
• فكرة (Reason): “الآن يجب أن أحسب التكلفة الإجمالية للتذاكر”.
• تصرف (Act): “سأستخدم أداتي الثانية: الآلة الحاسبة. 20 طالبًا × 15 درهمًا = 300 درهم”.

استمر فوزووز في هذه الحلقة، حيث كان يفكر، يتصرف، ثم يلاحظ النتيجة ليبني عليها خطوته التالية، تمامًا كما يفعل الإنسان عند التخطيط لمشروع. وبعد دقائق قليلة، عرض فوزووز على شاشته جدولاً كاملاً ومنسقًا.

قفز محمد ولينا من الفرحة. قالت لينا بدهشة: “لم تجب على أسئلتنا فقط، بل أنجزت المشروع بأكمله!”.

ابتسم فوزووز وقال: “هذا هو مستقبل الذكاء الاصطناعي. نحن لا نجيب على الأوامر فقط، بل نصبح شركاء لكم في تحقيق أهدافكم”.