أعلنت المدرسة عن إقامة “معرض المبتكرين الصغار”، حيث يجب على كل فريق تقديم حل لمشكلة واقعية باستخدام التكنولوجيا. قرر محمد ولينا المشاركة، ولكل منهما فكرة مختلفة. قال محمد بحماس: “مشروعي هو تصميم تطبيق يساعد نادي مراقبة الطيور في التعرف على أنواع الطيور المحلية من خلال التقاط صورة لها”. وقالت لينا: “أما أنا، فسأبتكر وصفة جديدة تمامًا لكعكة صحية ولذيذة لكافتيريا المدرسة!”.

نظر كلاهما إلى فوزووز. سألت لينا: “هل يمكنك بناء ‘عقلين’ مختلفين تمامًا لمساعدتنا؟”. أجاب فوزووز: “هذا سؤال ذكي جدًا! لا نحتاج دائمًا إلى بناء عقل جديد من الصفر. أحيانًا، يمكننا أن نختار واحدًا جاهزًا، وأحيانًا أخرى، نستخدم أداة سحرية تبني لنا واحدًا. دعوني أريكم”.
لمشروع محمد، قال فوزووز: “التعرف على الأشياء في الصور هو تحدٍ شائع، وهناك العديد من العقول الذكية الخبيرة التي تم تدريبها بالفعل على ذلك. لنجد واحدًا منها في ‘حديقة النماذج’ (Model Garden)”. عرض فوزووز على شاشته ما يشبه حديقة رقمية مليئة بالنماذج الذكية الجاهزة.
قال: “هنا، يمكننا أن نختار ‘عقلًا’ خبيرًا في التعرف على الحيوانات. سنحتاج فقط إلى تدريبه قليلاً على صور الطيور المحلية ليصبح خبيرًا مثاليًا لمهمتك”. وفي وقت قصير، كان لدى محمد تطبيق فعال يتعرف على الطيور بدقة.
ثم التفت فوزووز إلى لينا وقال: “أما بالنسبة لمشروعك، فهو فريد من نوعه تمامًا. لا يوجد نموذج جاهز لابتكار ‘كعكة لينا الصحية’. لهذا، سنحتاج إلى بناء عقل مخصص”.
قالت لينا بقلق: “هل سيستغرق ذلك وقتًا طويلاً؟”.
“ليس مع أداتي الخاصة!” قال فوزووز. “سنستخدم ‘صانع النماذج الآلي’ (AutoML)”. “كل ما علينا فعله هو تزويده بالبيانات، وهو سيبني لنا العقل المناسب تلقائيًا”.
قامت لينا بإدخال قائمة من المكونات الصحية التي تحبها وقائمة أخرى بنكهات لذيذة. قامت أداة صانع النماذج بتجربة آلاف التركيبات الممكنة، وفي النهاية، ابتكرت وصفة فريدة لكعكة جديدة أسمتها لينا “كعكة شروق الشمس”.
في يوم المعرض، قدم محمد ولينا مشروعيهما بنجاح. لقد فهما أن جزءًا مهمًا من قوة الذكاء الاصطناعي يكمن في معرفة متى يجب استخدام الأدوات الجاهزة القوية، ومتى يجب بناء أدوات جديدة ومخصصة لتحقيق فكرة فريدة من نوعها.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.