القصة التاسعة: فوزووز ومغامرة بلا إنترنت

في عطلة نهاية الأسبوع،, قررت العائلة الذهاب في رحلة تخييم ومشي لمسافات طويلة في محمية طبيعية بعيدة بين الجبال. كان محمد ولينا يساعدان في حزم الحقائب بحماس، لكن محمد توقف فجأة وقال بقلق: “يا فوزووز، أخبرنا أبي أنه لا يوجد اتصال بالإنترنت في المحمية. كيف ستساعدنا إذا احتجنا إليك؟”.

ابتسم فوزووز وقال: “لا تقلق يا محمد! صحيح أن عقلي الكبير، النموذج التأسيسي (Foundation Model)، يحتاج إلى الإنترنت ليعمل بكامل قوته، لكن لديّ سر صغير… أمتلك ‘عقلاً احتياطيًا’ خاصًا يعمل بدون إنترنت على الإطلاق!”.

اتسعت أعين لينا بدهشة. تابع فوزووز: “هذا يسمى الذكاء الاصطناعي على الحافة (AI on the Edge). ويعني أن بعضًا من ذكائي يعمل مباشرة هنا، على جهازي، أو ‘على الحافة’، دون الحاجة إلى إرسال المعلومات بعيدًا عبر الإنترنت. عقلي الصغير هذا فعال جدًا ومصمم خصيصًا للعمل على الأجهزة مباشرة، مثل الهواتف”.

في اليوم التالي، وأثناء سيرهم في ممر جبلي جميل، لمح محمد شجيرة صغيرة عليها ثمار حمراء لامعة تبدو لذيذة. مد يده ليقطف واحدة.

“انتظر!” صاحت لينا. “لنتأكد أنها آمنة أولاً. فوزووز، هل يمكنك المساعدة؟”. قام فوزووز بتشغيل وضعه غير المتصل بالإنترنت. التقطت لينا صورة للثمار بهاتفها وعرضتها على فوزووز. وبعد ثانية، أضاءت شاشة فوزووز باللون الأحمر وقال: “تحذير! هذه الثمار تشبه ‘توت الذئب السام’. من الأفضل عدم لمسها!”.

تنفس الجميع الصعداء. لقد تعلم محمد ولينا في ذلك اليوم أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد شيء ضخم يعيش في السحابة على الإنترنت. بل يمكن أن يكون أيضًا صغيرًا، وذكيًا، وموجودًا معهم مباشرةً، ليكون مرشدهم الأمين حتى في أبعد الأماكن.