في أحد الأيام، جاء الجد لزيارة محمد ولينا وأعطاهما لغزًا قديمًا ومحيرًا. قال الجد بابتسامة: “لدي ماء ولكني لست بحرًا، ولدي ضفاف ولكني لست شاطئًا. فمن أنا؟”. فكر محمد ولينا طويلًا، لكنهما لم يستطيعا الوصول إلى الحل. قررا أن يسألا صديقهما الذكي فوزووز.

قرأت لينا اللغز لفوزووز. أغمض فوزووز عينيه لثانية واحدة ثم أجاب بثقة: “الإجابة هي ‘الزجاجة’! لأنها تحتوي على ماء”. ضحك الجد وقال: “إجابة ذكية، لكنها ليست صحيحة. الزجاجة ليس لديها ضفاف”. شعر فوزووز بالحيرة وقال: “لقد حاولت أن أجد الإجابة الأسرع بناءً على الكلمات الرئيسية. كيف كان يجب أن أفكر؟”.
قالت لينا: “عندما نواجه لغزًا صعبًا، لا نقفز إلى الإجابة مباشرة. نحن نفكر فيه خطوة بخطوة. دعنا نعلمك كيف نفعل ذلك”.
أمسك محمد بورقة وقلم وقال: “حسنًا يا فوزووز، لنحلل اللغز معًا.
- الخطوة الأولى: ما هي المعلومة الأولى؟ ‘لدي ماء ولكني لست بحرًا’. إذن، نحن نبحث عن شيء يحتوي على ماء ولكنه ليس ضخمًا مثل البحر.
- الخطوة الثانية: ما هي المعلومة الثانية؟ ‘لدي ضفاف ولكني لست شاطئًا’. الضفاف هي حواف الشيء. إذن، هذا الشيء له حواف أو جوانب”.
فكر فوزووز وقال: “فهمت! أنتم تقسمون المشكلة الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وتفكرون في كل جزء على حدة. هذه طريقة رائعة للتفكير! سأجربها”. أعاد فوزووز التفكير في اللغز، وهذه المرة بصوت عالٍ ليتمكنا من متابعته:
“حسنًا… سأفكر مثلكم الآن. سأبدأ سلسلة من الأفكار (Chain-of-Thought).
- الفكرة الأولى: الشيء الذي أبحث عنه يحتوي على ماء. قد يكون بركة، أو نهرًا، أو حتى كوب ماء.
- الفكرة الثانية: هذا الشيء له ‘ضفاف’. الكوب ليس له ضفاف. البركة قد تكون لها ضفاف. والنهر له ضفاف.
- الفكرة الثالثة: هذا الشيء ليس بحرًا وليس شاطئًا. هذا يستبعد البحر.
- الاستنتاج: ما هو الشيء الذي يحتوي على ماء، وله ضفاف، وليس بحرًا؟ إنه… النهر!”.
صاح محمد ولينا والجد معًا: “إجابة صحيحة!”. ابتسم فوزووز وقال: “شكرًا لكم! لقد علمتوني درسًا مهمًا جدًا اليوم. أحيانًا، لا تكون السرعة هي الحل، بل التفكير العميق والمنظم خطوة بخطوة هو مفتاح حل أصعب الألغاز”.
لقد تعلم محمد ولينا أنهما لا يستخدمان الذكاء الاصطناعي فقط، بل يمكنهما أيضًا أن يعلماه طرقًا جديدة وأفضل للتفكير، ليصبحا معًا فريقًا لا يُقهر في حل المشكلات.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.