القصة الرابعة: فوزووز ومجموعات النجوم المخفية

في أحد الأيام، عادت لينا إلى المنزل وهي تحمل صندوقًا كبيرًا. صاحت بحماس: “انظر يا محمد! لقد أهدتني جدتي مجموعتها القديمة من ملصقات النجوم اللامعة!”. فتحا الصندوق معًا، وانبهروا بجمال مئات الملصقات المتلألئة. كانت هناك نجوم بكل الأشكال والأحجام والألوان التي يمكن تخيلها.

لكن حماس لينا تحول إلى حيرة وقالت: “إنها رائعة، لكنها فوضوية جدًا. كيف يمكنني ترتيبها؟ لا توجد أي بطاقات أو أسماء للمجموعات”.

سمع فوزووز حديثهما وقال: “هذا يبدو كتحدٍ مثالي لنوع خاص جدًا من الذكاء. في مغامراتنا السابقة، كنتم تعلمونني عن طريق إعطائي أمثلة مصنفة، مثل ‘هذه نبتة سليمة’. كان هذا يسمى التعلم الخاضع للإشراف (Supervised Learning)”.

وتابع: “لكن ماذا لو لم تكن لدينا أي تصنيفات؟ هنا يأتي دور التعلم غير الخاضع للإشراف (Unsupervised Learning). إنها قدرتي على إيجاد الأنماط والمجموعات الطبيعية في البيانات بنفسي، بدون أي توجيه منكم!”.

تحمس محمد وقال: “هل يمكنك حقًا إيجاد نظام في كل هذه الفوضى؟”.

“دعونا نكتشف ذلك!” أجاب فوزووز.

فرش الأطفال كل ملصقات النجوم على سجادة كبيرة. كانت تبدو كأنها مجرة لامعة ومبعثرة. قام فوزووز بتشغيل كاميرته ومسح السجادة بأكملها، ملتقطًا صورة عالية الدقة لكل ملصق. قال فوزووز: “الآن، سأقوم بتحليل بيانات كل ملصق: لونه، حجمه، عدد زواياه، وحتى نوع لمعانه.

أنا لا أبحث عن شيء محدد، بل أبحث فقط عن الملصقات التي تشبه بعضها البعض”. على شاشة فوزووز، شاهد محمد ولينا نقاطًا صغيرة تمثل كل ملصق. شيئًا فشيئًا، بدأت هذه النقاط تتجمع معًا في مجموعات ملونة، مثلما تتجمع الطيور في أسراب. بعد لحظات، أعلن فوزووز: “لقد وجدت بعض المجموعات المخفية والمثيرة للاهتمام!”.

  • المجموعة الأولى: عرض على شاشته دائرة حول كل النجوم الصغيرة ذات الخمس زوايا ولونها أزرق سماوي.
  • المجموعة الثانية: أظهر دائرة أخرى حول النجوم الكبيرة ذات الثماني زوايا ولونها ذهبي لامع.
  • المجموعة الثالثة (المفاجأة): أظهر مجموعة لم تخطر على بالهما أبدًا. قال: “هذه مجموعة كل النجوم، بغض النظر عن حجمها أو لونها، التي تحتوي على بريق مختلف الألوان!”.

صاحت لينا بدهشة: “لم ألاحظ أبدًا أن بعضها له بريق مختلف! لقد اكتشفت فئة جديدة تمامًا!”.

ابتسم فوزووز وقال: “هذا هو سحر التعلم غير الخاضع للإشراف. إنه لا يساعدنا فقط في تنظيم الأشياء التي نعرفها، بل يساعدنا أيضًا على اكتشاف فئات وأنماط لم نكن نعلم بوجودها من قبل”.

قضى محمد ولينا بقية اليوم في ترتيب الملصقات في علب صغيرة بناءً على المجموعات الذكية التي اكتشفها فوزووز. قال محمد وهو يفكر: “إذن أنت تتعلم من الأمثلة المصنفة، وتتعلم من البيانات غير المصنفة. هل هناك طريقة أخرى للتعلم؟”.

وهذا ما سنكتشفه في مغامرتنا التالية!