في لحظات الضعف والمرض، حين يخبو نور الحياة وتثقل الخطى، قد يجد المرء نفسه أسيرًا لليأس، باحثًا عن بصيص أمل في عتمة الألم. هذه حكاية عن شاب أسره المرض، لكن زيارة حكيم القرية كانت بمثابة شعاع نور أضاء له دروب الشفاء. عشر نصائح بسيطة وعميقة، مستمدة من قوة الإيمان وجمال الروح، كانت الدواء الذي أعاد إليه العافية والابتسامة، لتؤكد أن قوة الشفاء الحقيقية تنبع من الداخل، من اتصال الروح بخالقها والتمسك بنور الأمل.

عندما يمرض الجسد، ننسى أن الروح تمرض أيضًا باليأس. الشفاء رحلة تبدأ من الداخل. علاج الروح بالصبر والرجاء والشكر هو الخطوة الأولى نحو عافية الجسد.
أصاب “فوزووز” مرضٌ شديد. لم يكن كأي مرضٍ أصابه من قبل. لقد ألزمه الفراش في ورشته، محاطًا بأخشابه وأدواته التي لم يعد يقوى على لمسها. أثقل المرض جسده، لكن شيئًا آخر كان أثقل، كان يحطم روحه: اليأس.
كان “فوزووز” ينظر إلى يديه الضعيفتين، اللتين طالما أبدعتا، ويشعر بأن قوته قد ولّت إلى الأبد. انطفأ بريقه، وملأ اليأس قلبه. زاره صديقه الحكيم “رشيد”. وجده ينظر إلى السقف بضيق وانزعاج. “أجسادنا تمرض يا فوزووز،” قال “رشيد” بهدوء، “لكن روحك تبدو وكأنها استسلمت”.
قال “فوزووز” بصوتٍ واهن: “وما فائدة الروح إذا كان الجسد عاجزًا؟ لقد غلبني اليأس يا رشيد”. جلس “رشيد” بجانبه وقال بحكمة: “لقد أخطأت البداية يا بني. أنت تطلب شفاء جسدك، ونسيت أن ‘شفاء روحك’ هو أول العلاج”. “إن اليأس الذي تشعر به، هو الداء الحقيقي. أما الأمل والرجاء، ففيهما الفرج”.
“وكيف أجد هذا الأمل وأنا بهذا الضعف؟” سأل “فوزووز”. أجاب “رشيد”: “علاجك (مِنْهَاجُ) بسيط، وهو قائم على ركنين: الصبر والشكر“. “انظر حولك. أنت غير صبور على جسدك، تُريده أن يشفى ‘الآن’، لكن الشفاء يحتاج وقته، وهذا هو مقام الصبر“.
“وأنت غير شاكر. أنت تنظر فقط إلى القوة التي فقدتها ‘اليوم’، ونسيت القوة التي وهبك الله إياها ‘طوال عمرك’، ونسيت كل النعم التي تحيط بك حتى في مرضك. وهذا هو مقام الشكر“. “يا فوزووز، بهذا الصبر والشكر يزول الانزعاج. ابدأ بعلاج روحك أولاً. كن صابرًا على بلائك، وكن شاكرًا على ما لا يزال لديك”.
أخذ “فوزووز” بنصيحة صديقه. عندما كان يشعر بالانزعاج من مرضه، كان يجبر نفسه على الصبر. وعندما كان يزوره اليأس، كان ينظر إلى أعماله القديمة في الورشة، ويشعر بـ الشكر على ماضيه. شيئًا فشيئًا، وبينما كان جسده لا يزال ضعيفًا، بدأت روحه تستعيد عافيتها. انقشع ضباب اليأس، وحل محله نور الرضا.
وعندما شُفيت روحه، وجد جسده القوة ليتبعها. وبمرور الأيام، عاد “فوزووز” إلى ورشته، ليس فقط بجسدٍ معافى، بل بروحٍ أقوى وأكثر يقينًا.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.