غرس المحبة

في “وادي الطموح”، لم يكن منزل “فوزووز” مجرد جدران وسقف، بل كان نموذجًا حيًا لكيفية بناء أسرة قوية تساهم في صلاح مجتمعها. كان “فوزووز” وزوجته “رونزا” يؤمنان بأن الأسرة السعيدة ليست أمنية تُطلب بالدعاء فقط، بل هي “غرس دائم” يحتاج إلى رعاية يومية بالدعم والحب. كان هذا الغرس يظهر في كل تفاصيل حياتهم.

أولاً: الدعم العاطفي. عندما كان “فوزووز” يعود من ورشته في المساء، مرهقًا من ضغوط العمل وتحديات التصميم، كانت “رونزا” هي قلبه النابض. كانت تجلس معه، وتستمع إليه بإنصات كامل، وتقدم له الدعم العاطفي الذي يحتاجه ليعود قويًا في اليوم التالي.

ثانيًا: الدعم المادي (الملموس). كان طفلاهما، “طليق” و”نورفي“، يتعلمان هذا الدرس. لم يكونا مجرد متلقين للرعاية، بل كانا يشاركان في مسؤوليات المنزل البسيطة. كانا يقدمان دعمًا ملموسًا لوالدتهما “رونزا” في ترتيب أغراضهما أو المساعدة في إعداد المائدة، مما عزز فيهم روح التعاون والمسؤولية.

ثالثًا: الدعم المعلوماتي. كان ابنهما “طليق” فضوليًا، لا يتوقف عن طرح الأسئلة. “بابا، كيف تعمل هذه الأداة؟”، “ماما، لماذا السماء زرقاء؟”. كان “فوزووز” و”رونزا” يحرصان دائمًا على توفير “الدعم المعلوماتي” له، وتشجيعه على البحث والاستكشاف، ليساعداه على بناء قدراته الفكرية.

رابعًا: دعم التقدير والرفقة. كانت الأسرة تحرص على تلبية “احتياجاتها الاجتماعية”. كانوا يقضون وقتًا ممتعًا معًا في نزهات بالوادي. وعندما كان “طليق” يواجه تحديًا في دراسته، كان يجد “دعم التقدير” والتوجيه من والديه. أما “نورفي”، فكانت تجد “الرفقة” والحب في حضن أسرتها، مما يمنحها الأمان والسعادة.

كانت أسرة “فوزووز” تعرف أن صلاحها الداخلي هو الذي ينعكس على مجتمعها الخارجي. لقد أدركوا أن كونهم “قرة أعين” لبعضهم البعض لم يأتِ من الفراغ، بل جاء من هذا الغرس اليومي الثابت من الحب والدعم وبذل الذات.