قرر “فوزووز” وصديقه “مُبتكر” أن يدمجا ورشتيهما في مساحة واحدة أكبر. كانا متحمسين جدًا. قال “فوزووز”: “يا صديقي، سنكون أفضل فريق في الوادي!”. ورد “مُبتكر”: “بالتأكيد! تعاوننا سيكون مثالاً للجميع!”. كان “التعاون” شعارًا جميلًا يقولانه بلسانهما ليلًا ونهارًا. ثم بدأ العمل الحقيقي.

في اليوم الأول، أراد “فوزووز” هدوءًا تامًا ليركز في نحت قطعة خشبية دقيقة. بينما شغل “مُبتكر” موسيقى صاخبة، قائلاً إنها تلهمه. أراد “فوزووز” الحفاظ على درجة حرارة باردة في الورشة، بينما اشتكى “مُبتكر” من البرد وقال إنه لا يستطيع تركيب دوائره الإلكترونية وأصابعه متجمدة. كان “فوزووز” منظمًا ويرتب أدواته بالسنتيمتر، بينما كانت طاولة “مُبتكر” فوضى خلاقة من الأسلاك والقطع.

بنهاية اليوم، كان الصديقان على وشك الشجار. قال “فوزووز” بغضب: “هذا ليس تعاونًا! لا أستطيع العمل هكذا!”. أدركا أن “شعار” التعاون شيء، وتطبيقه شيء آخر. لقد كان هناك “خُلف” (خلاف) حقيقي، وكان يتحول إلى “نزاع”.

قررا الذهاب إلى “قيّم”، الرجل الحكيم في الوادي المعروف بقدرته على إيجاد الحلول العادلة. استمع “قيّم” لهما وابتسم. “أنتما تملكان شعارًا، لكن تنقصكما الحكمة. تعاون الأحباب ليس شعارًا، بل حكمة تجعل الخلاف حوارًا”. اقترح “قيّم” عليهما “خطة تعاون” عملية:

1. الجمع بين الأمرين: “مُبتكر، أنت تحب الموسيقى. وفوزووز، أنت تحب الهدوء. الحل بسيط: ‘مُبتكر’ سيستخدم سماعات الرأس في الصباح وقت تركيز فوزووز”.
2. التسوية (الحل الوسط): “بالنسبة للحرارة، فوزووز يريدها عند 18 درجة، ومُبتكر يريدها عند 24. الحل هو ضبطها في المنتصف تمامًا: 21 درجة لكليكما”.
3. تقسيم الفطيرة (حسب التفضيل): “بالنسبة للأعمال المنزلية، لا تقسموها بالنصف. قسّموها حسب ما تحبون. فوزووز، أنت تكره تنظيف آلات مُبتكر المليئة بالزيوت، أليس كذلك؟”. “نعم!” قال فوزووز. “ومُبتكر، أنت لا تحب كنس نشارة الخشب”. “صحيح!”. قال “قيّم”: “إذن، فليختص كل واحد بالمهمة التي يفضلها”.

عاد “فوزووز” و”مُبتكر” إلى الورشة. لم يعودا مجرد صديقين يرددان “شعار” التعاون. لقد أصبحا شريكين يملكان “حكمة” التعاون. لقد حولا خلافهما إلى حوار بناء، وبدّلا نزاعهما الذي كاد أن يبدأ، إلى سلام وقرار في ورشتهما المشتركة.