لأول مرة منذ سنوات، شعر “فوزووز” بوجود حاجز صامت بينه وبين أعز أصدقائه، “مُبتكر”. كانت ورشتهما المشتركة، التي لطالما ضجت بالضحك والأفكار، يخيّم عليها صمت غريب. كان “فوزووز” يشعر بأن “مُبتكر” يتجنبه، وأصبح سريع الانفعال كلما اقترح “فوزووز” فكرة جديدة.

الدعم الحقيقي بين الشركاء لا يقتصر على الهدايا، بل يكمن في التواصل الصادق. أن تخصص وقتًا لتستمع لشريكك وتفهم احتياجاته هو أثمن هدية. الحوار الصادق هو الذي يبني جسور الثقة ويجعل رحلة الحياة أجمل.
بدأ “فوزووز” يشعر بالضيق، وفكر في نفسه: “ربما لم يعد يثق بقدراتي. ربما يفضل العمل بمفرده”. وفي المقابل، كان “مُبتكر” يشعر بأن “فوزووز” لا يتفهم حجم الضغوط التي يتعرض لها، وأنه يطالبه بأمور ثانوية بينما هو غارق في حل المشاكل التقنية المعقدة.
كاد هذا الصمت أن يفسد صداقتهما، قبل أن يقرر “فوزووز” الذهاب إلى صديقهما “قيّم”، المعروف بقدرته على وزن الأمور بإنصاف. استمع “قيّم” لشكوى “فوزووز”، ثم قال بهدوء: “يا فوزووز، تعاون الأصحاب الحقيقي ليس بالهدايا، بل بكلام صادق تخرجونه من قلوبكم. أنتم تحتاجان إلى ‘حوار الصداقة’”.
اقترح “قيّم” شيئًا غريبًا. طلب من “فوزووز” أن يجلس ويكتب في ورقة: “ما الذي أحتاجه من مُبتكر لأشعر بأن صداقتنا بخير؟”. وطلب منه أن يفعل “مُبتكر” الشيء نفسه. في المساء، اجتمع الصديقان في ورشتهما، وكلاهما يحمل ورقته بتردد.
قال “فوزووز” أولاً: “يا صديقي، أنا أحتاج أن أشعر ‘بالتواصل’. أشعر أنك تتجاهل أفكاري مؤخرًا. أحتاج أن أعرف أن رأيي لا يزال مهمًا عندك”. تفاجأ “مُبتكر” وقال: “يا فوزووز، أنا آسف. لكني أيضًا أحتاج شيئًا. أنا أحتاج ‘للثقة’. عندما أكون غارقًا في حل مشكلة، أحتاج أن تثق بي وتتركني أركز، بدلاً من مقاطعتي بأسئلة صغيرة. صمتي يعني أني أعمل، لا أني أرفضك”.
أضاف “فوزووز”: “وأنا أحتاج ‘للدعم العاطفي’. أفتقد صديقي الذي أتحدث معه في أمور خارج العمل”. رد “مُبتكر”: “وأنا أحتاج ‘للاحترام المتبادل’ لوقتي. أحيانًا أشعر أنك لا تقدر مدى تعقيد الجزء الذي أعمل عليه”.
لأول مرة منذ أسابيع، نظرا إلى بعضهما البعض بصدق، دون ظنون أو تخمينات. لقد كان حوارًا صريحًا يفهم فيه كل طرف حاجة صديقه. في تلك اللحظة، انكسر حاجز الصمت، وصفا الود بينهما. أدركا أن هذا الحوار الصادق هو الذي جعل طريق صداقتهما يحلو من جديد.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.