قوة الإرادة

في “وادي الطموح”، كان يوم السوق الأسبوعي. الأجواء مفعمة بالحياة، والأكشاك تعرض كل ما هو جديد ومبهر. كان “فوزووز” يتجول، حين لمح شيئًا في واجهة أحد المتاجر جعله يتجمد في مكانه. كانت أداة جديدة… “النحات الضوئي”. أداة متطورة لامعة، تعد بأن تجعل أعماله الخشبية تحفًا فنية بدقة لا مثيل لها.

شعر “فوزووز” بقلبه يدق بسرعة. موجة جارفة من “الرغبة” اجتاحته. “يجب أن أحصل عليها!”، همس لنفسه. “هذه الأداة ستغير كل شيء في ورشتي!”. كان عقله ينسج الأعذار: “إنها استثمار!”، “سأجني ثمنها في أيام!”. كاد أن يدخل المتجر ويدفع ثمنها دون تفكير.

لكنه توقف. تذكر حكمة تعلمها من “رشيد” الحكيم: “يا فوزووز، الحر الحقيقي هو من يقوى على هواه، لا من يطيعه فيلقي رداءه. وأعظم انتصار هو رد شهوة نفسك في لحظة الإغراء”. قرر “فوزووز” أن يطبق ما تعلمه عن “ترويض الرغبة”.

أولاً، اعترف بالشعور. وقف أمام الواجهة، وأغمض عينيه للحظة. اعترف لنفسه: “أنا الآن أشعر برغبة قوية جدًا في الشراء. قلبي يدق، وأشعر بالحماس”. لم يحاول أن يقمع الشعور، بل سمح لنفسه أن يشعر به.

ثانيًا، ذكّر نفسه. قال لعقله: “هذه مجرد رغبة. إنها شعور، وليست أمرًا. ومثل كل المشاعر، هي مؤقتة… وستمر”.

ثالثًا، وضع حاجزًا زمنيًا. قرر ألا يشتريها الآن. سيذهب، يكمل جولته في السوق، ويشرب كوب الشاي الذي اعتاد عليه. إذا كان لا يزال يشعر بنفس هذه الرغبة المشتعلة بعد ساعة، سيعيد التفكير.

ذهب “فوزووز” وجلس في المقهى. وبينما كان يرتشف الشاي بهدوء، بدأ يفكر بعقلانية. هل هو بحاجة لهذه الأداة حقًا؟ أدواته الحالية في الورشة تعمل بكفاءة ممتازة. هل لديه مشاريع تحتاج هذه الدقة الآن؟ لا. هل شراءها سيعطل خطته للادخار من أجل توسعة الورشة؟ نعم.

بعد ساعة، هدأت عاصفة الرغبة. عاد “فوزووز” إلى المتجر. نظر إلى “النحات الضوئي” مرة أخرى. كان لا يزال أداة جميلة، لكن السحر قد زال. لم تعد تلك الحاجة الملحة تسيطر عليه.

ابتسم “فوزووز” لنفسه، وشعر بإحساس بالفخر أعمق وأقوى من أي متعة كان سيحصل عليها من الشراء. لقد انتصر. لم يكن انتصارًا على البائع، بل على شهوة نفسه. شعر بأنه حر، لأنه اختار بوعي، ولم يكن عبدًا لرغبة عابرة.