كان “فوزووز” شابًا طيب القلب، لكن كان معروفًا عنه أنه إذا شعر بشعور مؤلم، فإنه يستسلم له تمامًا. إذا شعر بالحزن، أغلق باب ورشته وانعزل عن العالم. وإذا شعر بالإحباط أو الغضب من خطأ ما، يصبح حاد الطبع، وتسمع صوت أدواته ترتطم بقوة في أنحاء “وادي الطموح”. كان أصدقاؤه، مثل “رونزا” و”مُبتكر”، يتجنبون الحديث معه في هذه الأوقات، لأنهم يعرفون أنه سيقابلهم بالصمت أو بكلمات حادة.

عندما تسيطر عليك مشاعر سلبية، قم بفعل عكس ما تمليه عليك. إن شعرت بالرغبة في الانعزال، بادر بالتواصل. وإن شعرت بالغضب، اختر الهدوء. ستكتشف أن تغيير سلوكك له قوة سحرية في تغيير شعورك الداخلي.
في أحد الأيام، كان “فوزووز” جالسًا مع “المُعالج”، الذي يشتهر بقدرته على شفاء النفوس كما يشفى الأبدان. قال “فوزووز” بيأس: “أنا أكره هذا الشعور. عندما أشعر بالضيق، لا أستطيع فعل شيء سوى الاستسلام له. إنه أقوى مني”.
ابتسم “المُعالج” بهدوء وقال: “يا فوزووز، أنت تسمح لشعورك أن يقرر فعلك. ماذا لو جربت العكس؟ عندما يأتيك الشعور المؤلم ويأمرك بشيء، افعل عكسه تمامًا. غيّر الفعل، وسوف يتبعه الشعور”. لم يقتنع “فوزووز” تمامًا، لكنه قرر أن يجرب.
بعدها بأيام، كان يعمل على تصميم خشبي دقيق، فدخل عليه صديقه “مُبتكر” بحماس ليريه فكرة جديدة، فاصطدم بالطاولة دون قصد، فسقط التصميم وتحطم. شعر “فوزووز” بالدم يغلي في رأسه. كان الشعور المؤلم يصرخ فيه: “اغضب! اصرخ! قل له أن يخرج!”.
لكنه تذكر كلمات “المُعالج”. توقف للحظة، وأخذ نفسًا عميقًا، وفعل العكس تمامًا. نظر إلى صديقه “مُبتكر” الذي بدا عليه الرعب والأسف، وابتسم “فوزووز” ابتسامة هادئة وقال: “لا بأس يا صديقي. إنه مجرد خشب. حماسك يستحق أكثر من هذا. تعال، أرني فكرتك”.
توقف “مُبتكر” مذهولاً. أما “فوزووز” فشعر بشيء مدهش: موجة الغضب التي كانت على وشك إغراقه، اختفت فجأة. تبددت. وحل محلها شعور بالسلام والتحكم.
قرر أن يطبق هذا في كل شيء. عندما كان يشعر بالإرهاق والرغبة في العزلة، كان يجبر نفسه على الخروج وزيارة “رونزا” في متجرها المبهج. فكان يعود بطاقة متجددة. عندما كان يشعر بالغيرة من نجاح شخص آخر، كان يجبر نفسه على الذهاب وتهنئته بصدق، فيشعر بالفرح بدلاً من الحسد.
أدرك “فوزووز” أن مشاعره لم تكن سيده، بل هو سيد أفعاله. ومع كل “فعل أحسن” كان يقوم به، كان هم قلبه الثقيل يتحول إلى فرح وخفة.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.